مقالات

الشركات الناشئة والتأقلم مع المستقبل ( 1-2)

هاشتاق عربي

تعد المرحلة التجريبية أمرا حيويا في المراحل المبكرة من دورة حياة الشركات الناشئة، لكنها تنطوي على مفاضلات عدة قد تؤثر في قدرة الشركة على التأقلم مع التغيرات التكنولوجية المستقبلية.
“اقتحام السوق وكسر الروتين” كثيرا ما اقترنت هذه المقولة بـ”فيسبوك” في بداياته. تبنت الشركات الناشئة المرنة هذه المنهجية التي تخولها دخول السوق بأسرع وقت ممكن والتعلم من نظيراتها. تعد المرحلة التجريبية حجر الزاوية في الشركات الناشئة المرنة، فكيف تتم عملية التعلم ــ جنبا إلى جنب مع مرحلة التجريب ــ التي تؤثر في قدرة الشركات الناشئة على الاستمرارية؟ وبشكل أوضح، هل يمكن للتعلم والاستكشاف أن يكونا مؤشرا على مدى قدرة الشركات الناشئة على التأقلم مع التكنولوجيا المتطورة مستقبلا؟ غالبا ما يلجأ رواد الأعمال إلى أسلوب التجربة خلال تطويرهم خدمة أو منتجا ناجحا. بعدها تتوقف عملية الاستكشاف، فكلما طالت المرحلة التجريبية، تأخر دخولهم إلى السوق. وقد يكون الوقت المخصص للتجارب عائقا أمام الشركة على المدى القصير، إلا أنه سيعود عليها بالفائدة على المدى الطويل ــ هذا ما نطلق عليه قدرة الشركة على التأقلم مع التغيرات التكنولوجية.
في مقال وارد في Strategic Management Journal بعنوان: “القدرة على التكيف مع التغيير التكنولوجي.. النهج المتناهي المصغر”، شاركني في تأليفه كل من: هارت بوسن وماسيج وركوييتز. ناقشنا قدرة الشركات على التأقلم مع مختلف أنواع التغيير التكنولوجي، باعتبارها ميزة غير مستغلة تنشأ عن العملية ذاتها التي من خلالها تطور الشركة أسلوب عملها، ليتكشف لنا أن أسلوب عمل الشركة يتطور مع الوقت، منذ بداية دورة حياتها. وفي حين تتم عملية التعلم في الشركات الناشئة الجديدة من خلال استكشاف طرق مختلفة للقيام بالأعمال ــ كجزء من نهج الشركات الناشئة المرنة ــ يوفر هذا الإجراء للشركات القدرة على التكيف مع مختلف المتغيرات الخارجية مستقبلا بدرجات متفاوتة.
المثير للاهتمام كون تلك الخصائص تتيح للمديرين القدرة على ضبط عملية النمو في مرحلة مبكرة من دورة حياة الشركة. وبإمكانهم القيام بذلك من خلال التأثير في رغبة الأفراد في الانخراط في السلوك الاستكشافي. فعلى سبيل المثال: الخيارات التي يتخذها المديرون في وقت مبكر فيما يتعلق بالقدرة على التكيف، يستمر تأثيرها مستقبلا.
طور ورق العمل نموذجا لشركة تعتمد نهجا مبسطا “شبيهة بالشركات الناشئة”، مجرد عدد محدود من الأفراد يجتمعون بهدف تنظيم مجموعة من الأهداف، يتعلم فيها الأفراد عن البيئة التي يعملون فيها، ويتأثرون بطبيعة العلاقة التي تجمعهم، كجزء من العملية. توصلنا لنتيجة مفادها أن عملية التعلم الفردية تقود إلى مجموعة من الخصائص التنظيمية المثيرة للاهتمام. على سبيل المثال، “الذاكرة التنظيمية” تتطور، فالمعرفة لا تتجسد بطريقة تفكير الأفراد فقط، بل بطريقة تفاعلهم مع بعضهم البعض، لتصبح إحدى قيم الشركة، فعند مغادرة أحد الموظفين الشركة، سيتصرف الشخص الذي يحل مكانه على غراره بشكل تلقائي على الرغم من عدم امتلاكه المعرفة الكافية.

الاقتصادية 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى