أعلنت منظمة المجتمع العلمي العربي (آرسكو) عن الفائز بجائزتها لعام 2022، والتي كانت من نصيب الباحث المصري جمعة عبد الجواد محمد علي من قسم الكيمياء في كلية العلوم بجامعة الأزهر في أسيوط، وذلك عن جهوده البحثية في تنقية المياه الملوثة عن طريق ابتكار مواد جديدة.
واحتفلت المنظمة، يوم أمس الاثنين في الدوحة، بالإعلان عن الفائز بالجائزة التشجيعية، والتي حملت عنوان “حلول لمشكلة نقص المياه في الوطن العربي”.
وقد تسلم الجائزة نيابة عن الباحث المصري جمعة عبد الجواد محمد علي السفير المصري لدى دولة قطر عمرو الشربيني، كما نظمت خلال الاحتفال بالجائزة ورشة علمية متخصصة بعنوان “الابتكار في معالجة المياه باستخدام مواد جديدة ومتقدمة”، شارك فيها نخبة من الأساتذة الباحثين المتميزين في تخصصهم، من جامعات عدة في داخل قطر وخارجها.
“آرسكو”.. ولعب دور الوسيط
وقالت الدكتورة موزة بنت محمد الربان، رئيسة المنظمة في حديث للجزيرة نت، إن جائزة العام الحالي خُصصت للبحوث العلمية التطبيقية، التي تسهم في حل مشكلة نقص المياه الصالحة للاستخدام الآدمي بجميع أشكاله في بلداننا العربية.
وذكرت الدكتورة الربان أن موضوع الجائزة لهذا العام تم اختياره بناء على مجموعة عوامل من أهمها أهمية الأمن المائي في الدول العربية وارتباطه بعدة مشاكل وأزمات تواجه المواطن العربي.
وهو ما تقول الدكتورة إنه هدف من أهداف هذه الجائزة، فهي ترى أن ربط البحوث العلمية بالمشاكل التي تواجه المواطن العربي لمحاولة إيجاد حلول علمية هو جزء من رسالة منظمة المجتمع العلمي العربي “آرسكو”.
وأضافت الدكتورة الربان أن الهدف العام للجائزة -التي نظمت بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم “ألكسو”- هو تشجيع العلماء الشباب في المؤسسات البحثية العربية لتوجيه بحوثهم ودراساتهم نحو كل ما يخدم توطين العلم وبناء التقاليد العلمية الخاصة بهم، سواء في العلوم الأساسية أو العلوم التطبيقية، وتشجيع البحوث التطبيقية الموجهة نحو إيجاد الحلول العلمية المناسبة للمشكلات التي تعاني منها المنطقة العربية، وربط العلم ونتائجه بالواقع، وتشجيع بناء التواصل العلمي بين العلماء والمجتمع.
وأجابت الدكتورة على سؤال للجزيرة نت حول قدرة المنظمة للعب دور الوسيط بين العلماء ومراكز البحث العلمي والجامعات والمؤسسات، سواء الحكومية أو الخاصة، أو حتى منظمات المجتمع المدني، بأنها تأمل أن تساهم المنظمة بلعب هذا الدور في المستقبل، “خصوصا أن لديها القدرة على أن تكون وسيطا بحكم الخبرات التي تمتلكها والعلاقات الجيدة بمختلف الأطراف الفاعلة في عملية البحث العلمي”.
“ألكسو “.. مشكلة المياه وتشعباتها في الوطن العربي
وأشاد الدكتور محمد ولد أعمر، المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم “ألكسو”، بالجائزة التي كان انطلاقها ثمرة تعاون بين المنظمتين.
وأشار في كلمته خلال الحفل إلى أن البحث العلمي في الوطن العربي ضرورة دائمة، وكشف عن انطلاق خطة “ألكسو” للأعوام 2023-2028، التي ستعتني بدور البحث العلمي والتطوير التكنولوجي في المجتمعات العربية، وتنمية سياسات العلوم ودعم الابتكار، وتعميق دور الأخلاقيات العلمية والتكنولوجية والاستفادة من الذكاء الاصطناعي في مجال الزراعة وحماية البيئة، والتنمية المستدامة.
وقال ولد أعمر، في حديث مع الجزيرة نت، إن اختيار موضوع “مشكلة المياه في الوطن العربي” جاء لأهمية هذا الموضوع وتشعبه في الوطن العربي، فهناك “دول عربية لديها موارد مائية، وأخرى تعاني نضوبا في المياه السطحية أو الجوفية، وبعضها تحتاج مياهها إلى عمليات تحلية، وأخرى تتمتع بوفرة المياه وتحتاج الترشيد”.
واعتبر أن “الفجوة بين دول الوطن العربي كبيرة، إضافة إلى وجود شح ملحوظ بالمياه، لاعتماد هذه الدول على مياه سطحية، أو مياه جارية عبر أنهار تمر بمجموعة من الدول التي تقيم سدودا خاصة، فالأنهار في الدول العربية، تمر عبر عدة دول، مما يخلق أزمة مياه”.
“المدن الذكية”.. الحوكمة أم التكنولوجيا؟
ومن جانبه، شرح خبير المدن الذكية عصام شحرور آلية اختيار الفائز بالجائزة وقدم أعضاء اللجنة العلمية التي يرأسها، والتي تقوم بدراسة المشاريع البحوث المقدمة وتقييمها.
وقال شحرور إن الدول العربية من بين الدول الأكثر ندرة في المياه في العالم، إذ يعاني 392 مليون شخص في المنطقة العربية من ندرة المياه، و19 دولة من أصل 22 تقع تحت العتبة السنوية لندرة موارد المياه المتجددة، و13 دولة تحت عتبة ندرة المياه المطلقة.
كما أعلن شحرور عن اختيار عنوان “المدينة الذكية” لموضوع جائزة المنظمة لعام 2023، مشيرا إلى الحاجة لأبحاث متعددة التخصصات حول المدينة الذكية في السياق الاجتماعي والاقتصادي والثقافي للمدن العربية، والتعاون بين العالم الأكاديمي والقطاع العام والعالم الاقتصادي والمجتمع المدني، ومشاريع تجريبية واسعة النطاق في المدينة.
وصرح شحرور للجزيرة نت بأن التجارب السابقة لبناء مدن ذكية واجهت العديد من العقبات التي كانت بعيدة عن التكنولوجيا وتطبيقات البحث العلمي، وهو ما يراه مؤشرا واضحا على ضرورة تطبيق عنصر الحوكمة في بناء المدن الذكية بشكل فعال وواضح، ليتسنى لفرق العمل المنوط بها بناء وتخطيط المدن العمل دون أي معوقات سواء كانت هذه الفرق تقنية أم مالية أو حتى إدارية.
دعم مجال العلوم في قطر
وقال علي المعرفي، الأمين العام للجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم، للجزيرة نت إن من أهداف اللجنة تسليط الضوء على الأنشطة العلمية المهمة التي تحدث داخل دولة قطر، وأرجع ذلك إلى اهتمام الدولة بشكل خاص بمجال البحث العلمي وتشجيع العلماء.
ويقول المعرفي إن اللجنة وبالتعاون والتنسيق مع الشركاء الوطنيين والإقليميين والدوليين تدعم النشاطات العلمية، مثل جائزة منظمة المجتمع العلمي العربي (آرسكو) وغيرها من الأنشطة العلمية داخل قطر.