الرئيسيةخاصمقالات

الميتافيرس.. نقطة تحول جديدة في عالم التكنولوجيا

فرص كبيرة للاستخدام الأمثل للعوالم الافتراضية الميتافيرس

شارك هذا الموضوع:

الميتافيرس تفتح أفاقا للتطور في جميع مجالات الحياة

هاشتاق عربي – وصفي الصفدي

عندما بدأنا الحديث عن العوالم الرقمية وماذا تخبأ لنا التكنولوجيا في المستقبل، كنا ننظر للأمور على أنها ضرب من الخيال العلمي ولكن ما نراه ونسمع ونقرأ عنه اليوم هو شيء أصبح واقع حقيقي وآخذ في الانتشار.

وخلال الأشهر الماضية تحدثنا مطولا عن العديد من المواضيع الرقمية الشيقة والتي تضمنت: أهمية الحياة الرقمية، التحول الرقمي، الهوية والمواطنة الرقمية، أمن المعلومات السيبراني، البيانات الضخمة، تقنيات البلوك تشين، الحوسبة السحابية، حق النفاذ للشبكة العنكبوتية، تطور خدمات الاتصالات والجيل الخامس، الثورة الصناعية 4.0، ويب 3.0، إنترنت الاشياء، الفجوات الرقمية، الواقع الافتراضي والمعزز والممتد، العملات الرقمية وغيرها الكثير من المواضيع التي أصبحت جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية والتي لا يمكن لنا من الإستغناء عنها لدورها الكبير والحيوي في تنظيم وتطوير مستقبلنا ومستقبل الأجيال القادمة.

اليوم، سنربط بين مواضيع المقالات السابقة لتبسيط مفهوم العوالم الافتراضية، خاصة بعدما أصبحنا على أعتاب “الميتافيرس”، والتي أدخلت تحسين وتطويع التكنولوجيا لخدمة البشرية مرحلة جديدة.

لن اتطرق إلى سلبيات ما نحن مقبلين عليه، لأننا نعلم أن لكل شيء جوانب إيجابية وأخرى سلبية ولكن نحن نتطلع لنشر التوعية الإيجابية فيما يخص التكنولوجيا مع نصائح للحفاظ على الخصوصية وتوجيه أصحاب القرار لتبني القوانين والأنظمة والتشريعات الضابطة لكل ما يتعلق بالعوالم الرقمية.

ما هو الميتافيرس؟

ما هو الميتافيرس
ما هو الميتافيرس

ببساطة، هو عالم رقمي يمكن المستخدمين/الأشخاص/الشركات/المؤسسات/الحكومات من دخول العوالم الافتراضية وتمكنهم من التفاعل بشكل افتراضي مع غيرهم.
هذه العوالم تحتوي على منصات مختلفة تعمل كمنصة العاب، وبعضها يعمل كمنصة شبكات تواصل اجتماعية، والبعض الآخر كأماكن يذهب إليها المستخدمين لإنشاء المحتوى وتوزيعه واستخدامه.

من هذا التعريف، يمكن اعتبار الميتافيرس إصدارا مستقبليا للإنترنت يتضمن الواقع الافتراضي والواقع المعزز والرسومات و/أو المنتجات ثلاثية الأبعاد في الوقت الفعلي.

يمكن الوصول لعالم الميتافيرس من خلال الهاتف المحمول و/أو إنترنت الأشياء مثل نظارات وسماعات الواقع الافتراضي. عمليا يمكن أن يكون هناك أكثر من عالم افتراضي واحد بحيث إنها تتفاعل مع بعضها البعض في المستقبل، لذلك أطلق عليها العوالم الافتراضية التي ستكون أقرب إلى عوالم المجرات الكونية داخل شبكة واحدة.

اقرأ أيضا: ماذا تخبئ لنا التكنولوجيا؟ إنترنت فضائي وأشياء عديدة

أهمية الميتافيرس

أعلنت العديد من الشركات أنها ستستثمر بكثافة في العوالم الافتراضية بما في ذلك شركة ميتا مالكة شبكة فيسبوك، مايكروسوفت، جوجل، نفيديا، آبل، انتل، أي بي أم، نايك، ديزني وغيرها الكثير من الشركات والمؤسسات.

من المتوقع أن يصل حجم سوق الميتافيرس إلى 800 مليار دولار بحلول عام 2024؛ ستكون هناك حاجة إلى العديد من المهنيين لإنشاء منتجات وخدمات لهذه البيئة الرقمية التفاعلية الجديدة وبالتالي ستساهم في تطوير الاقتصاد الرقمي وإنشاء أسواق جديدة، خلق فرص عمل، ورفد الناتج القومي.

تأثير الميتافيرس

الميتافيرس ستمكن الحكومات، المؤسسات، الشركات من توسيع قاعدة عملائها الحاليين وتقديم منتجات وخدمات جديدة يصعب تخيلها اليوم. من المؤكد أن مستخدمي الميتافيرس سيكونون قادرين على تسجيل وتداول أنواع متعددة من الأصول الرقمية.

وستوفر الميتافيرس تجربة أكثر شمولا من الإنترنت الحالي، مما يسمح بأشكال تعليمية وترفيهية أفضل مما لدينا حاليا.

إن الميتافيرس يدور حول ربط العالم بطريقة لم نرها من قبل، كما سيؤدي ظهور تجربة تفاعلية جديدة عبر الإنترنت إلى تغيير طريقة قيامنا بالأعمال وإجراء المعاملات وتحسين تجربة العميل والتفاعل الرقمي ما بين الأفراد مع الأفراد، الأفراد مع الشركات، الأفراد مع الروبوتات وحتى مع كائنات أخرى.

سيمكن عالم الميتافيرس من تطوير مفهوم تقديم الخدمات على مستوى الحكومات، المؤسسات، الشركات وغيرهم من مقدمي الخدمات في العوالم الرقمية.

عالم الميتافيرس سيعمل على تقديم خدمة إرشاد تسهل على المستخدمين إجراء المعاملات دون تعقيد بحيث تقوم تقنيات الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة بقيادة المستخدمين لإجراء معاملتهم ضمن حدود الاجراءات المؤتمتة وضمن معايير ضبط الجودة والتي تحد بالتالي من مزاجية مقدمي الخدمة وتسريع عمليات إنجاز المعاملات، تخفيض الكلف التشغيلية وتحسين كفاءة الانظمة والعاملين وزيادة الإيرادات ورفع نسبة رضاء العملاء.

اقرأ أيضا: “الهيمنة الرقمية” قادمة.. التكنولوجيا بين الماضي والحاضر

كيف يعمل الميتافيرس؟

ما هو الميتافيرس
ما هو الميتافيرس

لا ينبغي أن تكون الميتافيرس مملوكة لشركة واحدة، بل يجب أن تكون مملوكة لبنية تحتية عامة قائمة على تقنيات البلوك تشين حيث ستظل البيانات والتطبيقات اللامركزية مفتوحة المصدر للاستخدام العام.

يجب أن يتمكن المستخدمين من إدارة معلوماتهم الشخصية وأصولهم بهويات رقمية، وبما أن الميتافيرس يعتمد بشكل كبير على ويب 3.0 و تقنيات البلوك تشين والذكاء الاصطناعي والذي بدوره يعتمد على تخزين البيانات والمعلومات على الشبكة بدلا من خوادم الشركات العملاقة التي تتحكم اليوم ببيانات الشخصية فبالتالي فإن الشبكة هي المتحكم بالبيانات بحيث أن جميع القيود يتم تسجيلها وتخزينها ضمن الشبكة باستخدام تقنيات البلوك تشين، أو ما يسمى بدفتر الأستاذ العام الرقمي، فإن أي شخص بإمكانه استخدام الإنترنت دون ممانعة من قبل خوادم الشركات العملاقة كما هو الحال الآن بحيث يكون من الصعب العبث بأي قيد تم تسجيله على الشبكة.

أيضا، تتيح خدمات ويب 3.0 للمستخدمين شراء أي سلعة أو خدمة من خلال أنظمة الدفع الرقمية حتى لمن لا يوجد لديهم حسابات بنكية ولا يستطيعون الوصول إليهم، أو من منع من تقديم خدمات معينة بالسابق، بحيث يساعد تطبيق الدفع اللامركزي من اتمام عمليات البيع والشراء للسلع أو الخدمات المقدمة، وقبل أن يتم الإنتهاء من عملية البيع والشراء، فإن الشبكة تقوم بالتحقق من الحركة أو القيد ومن ثم تحديدها في دفتر الأستاذ الرقمي للبلوك تشين. كما تساعد هذه التقنيات على منع ازدواجية القيود وبالتالي توفر حماية أكبر للمستخدمين وخاصة في عمليات الاحتيال الرقمي عندما يتعلق الأمر ببيع نفس السلعة لأكثر من مستخدم فكل شيء هنا محكوم من قبل نظام الأستاذ الرقمي لتقنية البلوك تشين.

مخاطر الميتافيرس

 ما هو الميتافيرس
ما هو الميتافيرس

من الصعب التنبؤ بمستقبل هذه التكنولوجيا التي لا تزال قيد التطوير والتحليل النقدي لكيفية بناء الأسس الرقمية التي قد تكون مفيدة للجميع بنفس القدر.

هناك مخاوف تتعلق بالخصوصية، حيث ستكون أنظمة الواقع الافتراضي قادرة على تتبع تحركاتك في الميتافيرس، وستؤدي الفرص الجديدة للتجارة بلا شك إلى فرص جديدة للجرائم الإلكترونية، من المحتمل أيضا أن يشكل قضاء ساعات طويلة يوميا في بيئة افتراضية تحديات إدمان للبعض بما في ذلك الاضطرابات النفسية.

هنالك فرص كبيرة للاستخدام الأمثل للعوالم الافتراضية الميتافيرس بعيدا عن السلبيات التي نسمع عنها اليوم كونها قيد التطوير من جميع النواحي والجوانب بالتالي يجب تخصيص موارد ومصادر بشرية ومالية لإجراء البحوث والدراسات للنواحي السلبية لهذه التكنولوجيا والعمل على خلق عوالم افتراضية ذات تأثير إيجابي على عالمنا ومستقبلنا تساهم في تحسين جودة الحياة.

وصفي الصفدي

خبير في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بخبرة تزيد عن عشرين عاما، وكان قد عمل في العديد من كبريات الشركات في الأردن والمنطقة العربية التي تعمل في هذا القطاع، في مناصب قيادية، مثل رئيس تنفيذي، ومدير عام، ونائب رئيس تنفيذي، ونائب الرئيس التنفيذي التسويق. والصفدي له خبرة واسعة في مجال تسويق العلامة التجارية، وإدارة الربح والخسارة، الإدارة العامة والقيادة، التخطيط الاستراتيجي، الحملات التسويقية والترويجية، تصنيف الأسواق، خدمة العملاء، تطوير المنتجات، الموارد البشرية، وتكنولوجيا المعلومات، إدارة الموردين، الخدمات اللوجستية، المبيعات وتطوير الأعمال، تطوير ومراقبة مؤشرات الأداء الرئيسية، التحول الرقمي، والتجارة الإلكترونية، والمحافظ الماليه الرقمية، والهوية الرقمية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى