الرئيسيةخاصمقالات

إنترنت الأشياء ووقف تسونامي الهدر الغذائي

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي – وصفي الصفدي

كيف يمكن للتكنولوجيا أن تساهم وتساعد في وقف الهدر الغذائي؟ وتأمين الغذاء للدول التي تعاني من مجاعات وكوارث إنسانية؟ خاصة مع ما تسببت به جائحة كورونا من أضرار على ما تبقى من قدرة الدول على تأمين الغذاء والماء وضمان سلاسل التزويد لتوفير الأمن الغذائي والمائي للمواطنين.

من خلال متابعة الأحداث وما يجري على الساحات الدولية، وجهود مؤسسات الأمم المتحدة والفاو للحيلولة دون حصول مجاعات وكوارث انسانية حول العالم، إلا إننا نرى كل يوم الآلاف يموتون من الجوع وهذا الرقم للأسف بازدياد حيث بلغ عدد الموتى جراء الجوع لهذا العام ما يقارب 11 مليون انسان بمعدل 11 شخص كل دقيقة.

أيضا هنالك ما يقارب 900 مليون شخص يعانون من سوء التغذية، و2 مليار شخص يعانون من نقص التغذية الدقيقة اللازمة في النظام الغذائي حيث أن هذه الفيتامينات والمعادن ضرورية لبناء الجسم والعظام والعقل. وعند الحديث عن الوضع المائي فهناك حوالي 800 مليون شخص لا يحصلون على ماء صحي للشرب وما يقارب 821 ألف شخص يتوفى سنويا نتيجة نقص الماء.

كل تلك الوفيات التي تعاني منها البشرية، لا بد من الإشارة إلى كم الهدر الغذائي والذي يصل من 33% الى 50% من الإنتاج الغذائي لا يأكل ويقدر قيمة الهدر المائي فيه 25% عدا عن ارتفاع نسبة الغازات الدفيئة والتي لها تأثير سلبي على البيئة. يجدر الإشارة إلى أنه لو تم ترتيب هذا الهدر الغذائي كدولة، فإنها ستحتل المرتبة الثالثة عالميا.

اقرأ أيضا: قراءة بنتائج الأردن في تقرير مؤشر المعرفة العالمي

عند الإمعان بالهدر الغذائي بالأرقام، فإننا نتحدث عن 1.6 مليار طن من الغذاء بما يعادل 1.2 تريليون دولار تقريبا تهدر سنويا، هذا رقم مهول يتم هدره وعدم تمكن المنظمات الدولية من تحويل هذا الهدر والاستفادة منه في المجتمعات التي تعاني من المجاعات وسوء التغذية.

كل هذه الأرقام ومع ما نشهده اليوم من تطور التكنولوجيا والعلوم إلا إننا بحاجة ماسة وضرورية إلى تطبيق هذه التكنولوجيا لصالح البشرية والإنسانية بما يساهم في تحسين جودة الغذاء، الماء وتوفير الأمن الغذائي والمائي والاستفادة في مراقبة جودة ونوعية النظام الغذائي وخاصة سلاسل التزويد والتي يرجع لعدم إدارتها بكفاءة إلى تلك المستويات من الهدر الغذائي من هنا جاءت الضرورة للاستفادة من إنترنت الاشياء لمراقبة سلاسل التزويد الغذائي من مراحل الانتاج لمرحلة التبريد والتخزين والتصدير وصلاحية الاستهلاك والاتلاف أو تحويلها لصناعات أخرى مثل الاسمدة والاعلاف أو غيرها يمكن الاستفادة منها.

نتحدث عن 1.6 مليار طن من الغذاء المهدور قيمته تعادل 1.2 تريليون دولار تقريبا تهدر سنويا

عند الاستعانة بالذكاء الاصطناعي، إنترنت الأشياء، تحليل البيانات الضخمة، الاجهزة الذكية لمراقبة المخزون الغذائي على مستوى الدولة و/أو الشركات المنتجة، العالم وتحت اشراف مجلس أمن غذائي داخل الدولة مرتبط مع مجلس أمن غذائي عالمي، على فرض منظمة الفاو الدولية، ووجود سوق عالمية ودول ومؤسسات مانحة للدول التي تعاني أو لديها مجاعات وسوء تغذية ونقص موارد، فإنه من الممكن تطوير سوق عالمي ذكي ضمن تشاركية دولية بين القطاعين الخاص والعام بمنظور دولي عالمي يكون الأول من نوعه. وهنا يمكن القول أنه من خلال هذا النظام نستطيع الحد من الهدر الغذائي من خلال التتبع التكنولوجي الذكي معتمدين على انترنت الاشياء، الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة وأنظمة المراقبة اللحظية Dashboards لمراقبة المحاصيل الغذائية، الوفرة الدولية، احتياجات السوق، الفائض التجاري، مساهمات الدول والشركات المانحة، توفير الغذاء للدول التي تعاني من المجاعات والعطش والنقص الغذائي، مراقبة صلاحية الاستهلاك ، تحسين دورة المنتج الغذائي، تطوير نظام انتاج غذائي حسب قدرات الدول والمساحات والموارد المتوفرة لديها، تطوير برامج لوجستية لضمان نقل المنتج للدول المحتاجة دون التسبب بتلف الغذاء خاصة اذا ما كان ضمن فترة صلاحية حرجة ليتم استخدامه بأسرع وقت، التأكد الدائم من صلاحية اجهزة التبريد والنقل ومن جهة أخرى فنرى ان الدول تستطيع الاستفادة من هذا التحول الرقمي في تحسين الناتج القومي، تصدير الفائض، زيادة الانتاجية، جلب استثمارات، تمكين المزارعين من دخول الاسواق العالمية، بناء اقتصاد رقمي، وقف الهدر المائي والغذائي، تنشيط التعاون الدولي، المساهمة في الحد من الانبعاثات الدفيئة، سد الفجوة الغذائية والمجاعة، والحد من عدد الوفيات نتيجة الجوع والعطش وتطوير برامج توعوية حول مفهوم الأمن الغذائي والمائي وأهمية وقف الهدر الغذائي والمساهمة في تحسين جودة الحياة للشعوب المحتاجة.

وصفي الصفدي

خبير في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بخبرة تزيد عن عشرين عاما، وكان قد عمل في العديد من كبريات الشركات في الأردن والمنطقة العربية التي تعمل في هذا القطاع، في مناصب قيادية، مثل رئيس تنفيذي، ومدير عام، ونائب رئيس تنفيذي، ونائب الرئيس التنفيذي التسويق. والصفدي له خبرة واسعة في مجال تسويق العلامة التجارية، وإدارة الربح والخسارة، الإدارة العامة والقيادة، التخطيط الاستراتيجي، الحملات التسويقية والترويجية، تصنيف الأسواق، خدمة العملاء، تطوير المنتجات، الموارد البشرية، وتكنولوجيا المعلومات، إدارة الموردين، الخدمات اللوجستية، المبيعات وتطوير الأعمال، تطوير ومراقبة مؤشرات الأداء الرئيسية، التحول الرقمي، والتجارة الإلكترونية، والمحافظ الماليه الرقمية، والهوية الرقمية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى